ما قل ودل

موضوع: ما قل ودل الثلاثاء أكتوبر 23, 2007 1:51 pm

أكثر القضايا التاريخية تقرأ حين يكون أحد طرفيها المتناظرين أو المتحاورين فردًا متعصباً ينعدم لديه الحس التاريخي ..

ليست مشكلة أن تتحدث إلى إنسان لا يعرف .. وإنما المشكلة أن تتحدث إلى إنسان لا يعرف أنه لا يعرف ..

الذين يعتقدون أن القوة تنشئ الحق وتحميه على المدى البعيد يعيشون في وَهٌمٍ قاتل ..

إن القوة دون حق تحمل لأصحابها عاجلاً أم آجلاً بذور الفناء والدمار ..

الابتكار شيء .. والابتسار شيء .. الابتكار عملية إبداع .. والابتسار عملية خنق وإيجاع .. في الأولى إضافة .. وفي الثانية نقيصة ..

يكفي لفرد واحد يملك فهماً صائباً كي يُوجه الآخرين إلى ما يجب فعله في حياتهم على نحو صائب ..

البأس .. واليأس ..

البأس سلاح ذو حدين .. حد سار حين يحسن استعماله .. وآخر ضار إذا ما أسي استعماله ..

أما اليأس فإنه خنجر فاشل قاتل لمن يتصف به لأنه يعني العدمية .. أي موت الأمل ..
الحمار يعطي أكثر مما يأخذ .. والإنسان يأخذ أكثر مما يعطي ..

هذا هو الفارق بين مخلوقين .. أحدهما ناطق .. والآخر ناهق ..

الزهرة البرية المتوحشة أَشْمُّ فيها دون سواها عطر الكبرياء والشموخ .. صموداً أمام قسوة القوة .. وقوة القسوة ..

يتجسد في حياة كل إنسان حلمان .. حلم يقظة .. ويقظة حلم .. حلم صحوة يموج ويمرح في مرابع أمانيه .. وحلم غفوة يسرح في متاهات ظنونه .. فيه ما قد يتفق ورغباته .. ومنه ما قد يسلم رأس صاحبه إلى صداع ودوار ..

كثيرة هي المسميات التي تفقد عضويتها وعذريتها على ارضية واقع من يتسَّمون بها ..

خذ مثلاً :

ما كل من حمل اسم سعيد وسعد بسعيد .. ولا صالح بصالح .. ولا حسن بحسن .. ولا جهاد بمجاهد .. ولا نضال بمناضل .. ولا حسام ببتار .. ولا جمال بجميل .. ومثل الأسماء تأتي الصفات أيضاً :

فقد يعمد أحدنا إلى تسمية بيته بالبيت الأبيض بناء على طلائه .. وهو في واقعه بيت أسود مسكون ببلائه ..

التمرد على السلبيات والمعوقات التي تقف في وجه الحياة لا يأتي إلا من ضمير يقظ يعرف كيف يتعامل مع مواطن الضعف والخوف من مواطن جسارة وجدارة ..
قبل أن تُغير أخطاء من حولك وما حولك عليك أن تغير أخطاء حالك ..

إبدأ بتفسك أولاً كي يصلح الحال ..

بين كلمتي "خذ" و "هات" الكثير الكثير من المغالطات والترهات .. والمعاناة ..

يستأسدون على الضعف والضعفاء مأخذون بنشوة قوتهم وفتوتهم .. التي تقف ذليلة عاجزة أمام تذكير الأرض بعدالة السماء وهي تذيقهم مرارة طعم الكوارث الطبيعية التي لاقدرة لهم على صدها .. أو رصدها ..

للأمانة منقول
جُل احترامي وتقديري